ماذا يحدث معي؟( المراهقة)
بدأ شكلي يتغير، كأني لا أعرفه؟! لماذا لم يعودوا يدللوني مثل السابق؟!
أنت كبرت، لم تعد صغيراً؟! لاتزال صغيراً على ذلك!
اخجل من جسمي! حجمي، وزني؟! يزداد؟!
لماذا لا يفهمونني؟ لم يعد احد يهتم بي؟ لا اجد من يسمعني، من يصغي اليّ!
أصدقائي رفقائي يقومون بأمور غريبة عني، لا اريد ان أكون مثلهم، لماذا لا أكون مثلهم؟! أريد أن أكون مثلهم؟!
عزيزي \ عزيزتي إن كنت تمر بهذه المرحلة من العمر فكل ما تمر به أمر طبيعي، لا يستدعي القلق؛ بل يتطلب الوعي، والفهم والإدراك. إن كان عمرك بين ( 10- 13 سنة) فقد بدأت في مرحلة جديدة من عمرك وهو ما يسمى المراهقة، سنجيب عن معظم تساؤلاتك وما يدور في بالك من مواضيع.
ما هي المراهقة؟
هي الفترة الانتقالية بين الطفولة والبلوغ، تتضمن بعض التغييرات الكبيرة؛ على الجسم، والطريقة التي يتعامل بها الشاب مع العالم.
وفي علم النفس يوضحون المراهقة بأنها: الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
يمكن للتغيرات الجسدية والجنسية والمعرفية والاجتماعية والعاطفية التي تحدث خلال هذا الوقت أن تجلب الترقب والقلق لك ولأسرتك، يمكن لفهم ما يمكن توقعه في المراحل المختلفة أن يعزز التطور الصحي طوال فترة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ المبكرة.
ماهي مراحل المراهقة، وخصائصها؟
المراهقة المبكرة (الأعمار من 10 إلى 13)
خلال هذه المرحلة، يبدأ الجسم بالنمو بسرعة أكبر، و نبدأ في ملاحظة تغيرات أخرى في الجسم، بما في ذلك :
- نمو الشعر تحت الذراعين وبالقرب من الأعضاء التناسلية، وتطور الثدي عند الإناث وتضخم الخصيتين عند الذكور، عادة ما تبدأ في عام أو عامين في وقت أبكر في الفتيات من الأولاد، ويمكن أن يكون من الطبيعي لبعض التغييرات أن تبدأ في سن 8 للإناث وعمر 9 للذكور.
- قد تبدأ العديد من الفتيات الدورة الشهرية في حوالي 12 عاما، في المتوسط بعد 2-3 سنوات من بداية نمو الثدي.
- إن لهذه التحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية؛ تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، يمكن لهذه التغيرات الجسدية أن تثير الفضول والقلق في بعض الحالات، خاصة عند عدم الوعي بما يمكن توقعه أو ما هو طبيعي.
- يزداد الشعور بالحاجة الى الخصوصية والاستقلالية؛ في هذه الحالة، قد يحدث تخطي للحدود وقد مقاومة ذلك بقوة إذا شدد الآباء والمربون من الإجراءات.
المراهقة المتوسطة (الأعمار من 14 إلى 17)
تستمر التغيرات الجسدية من سن البلوغ خلال فترة المراهقة المتوسطة، بالنسبة للذكور معظمهم قد بدأوا طفرة نموهم، وتستمر التغييرات المتعلقة بالبلوغ.
- فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً، قد يكون لديهم بعض التشقق الصوتي، على سبيل المثال، مع انخفاض أصواتهم، يصاب البعض بحب الشباب، قد تكون التغييرات الجسدية شبه كاملة بالنسبة للإناث، ومعظم الفتيات تكون لديهن الآن الدورة الشهرية منتظمة.
- في هذا العمر، يصبح الاهتمام بالعلاقات الرومانسية والفضول الجنسي.
- تزداد المعاناة و الجدل مع الأهل وفي سبيل نيل مزيد من الاستقلالية، وإثبات الذات.
- تفضيل قضاء وقت أقل مع العائلة ووقت أطول مع الأصدقاء.
- يزداد القلق بشأن المظهر، وقد يصل ضغط الأقران والأصدقاء إلى ذروته في هذا العمر.
- يستمر الدماغ في التغيير والنضج في هذه المرحلة، ولكن لا تزال هناك العديد من الاختلافات في كيفية تفكير هذه المرحلة مقارنة بالبالغين، يرجع جزء كبير من هذا إلى أن الفصوص الأمامية هي آخر مناطق الدماغ التي تنضج، فالنمو لا يكتمل حتى يصبح الشخص في العشرينات من عمره؛ يكون دور الفصوص الأمامية تنسيق اتخاذ القرار المعقد، والتحكم في الاندفاع، والقدرة على التفكير في خيارات وعواقب متعددة.
- في هذه المرحلة تزداد القدرة على التفكير المجرد والنظر في “الصورة الكبيرة”، وفي نفس الوقت الافتقار القدرة على تطبيقها في الوقت الحالي؛ مثال ذلك، القدرة على التفكير السليم وصحة التحليل بالاختيارات لكن بسبب قوة العاطفة يكون دافعاً للتصرف والقرار بطريقة مغايرة يظهر فيها التهور وعدم التوازن.
المراهقون المتأخرون (18-21 وما بعدها!)
بشكل عام، يستمر النمو إلى اكتمال البلوغ.
- عادة ما يظهر مزيداً من التحكم في الاندفاع قدرة عالية على قياس المخاطر ووضوح الأهداف الشخصية بدقة. بالمقارنة مع المرحلة السابقة.
- يتكون تقدير أقوى بالشخصية والذات الآن وتزداد القدرة على تحديد القيم الخاصة، يزداد التركيز على المستقبل واتخاذ قرارات من أجل تحقيق الآمال والقيم العليا.
- تصبح الصداقات والعلاقات الرومانسية أكثر استقرارا، يزداد الانفصال العاطفي والاجتماعي عن أسرة، ومع ذلك ، يرتفع تقدير أفراد العائلة وبداية بناء علاقة كفرد ذو مسؤولية ووعي مرتفع ويأخذ مكانة معتبرة في الأسرة .
هذه المرحلة يجب استثمارها إيجابياً، وذلك بصقل المهارات وتوظيف الطاقات في بناء الشخصية الحرة المستقلة، وحسن التخطيط الشخصي من خلال تحديد الأهداف وآليات تنفيذها، واستغلال وقت الفراغ فيما هو مفيد، البحث على الاستشارة والتوجيه من اهل الاختصاص ومن نثق بهم ، الحديث عن الأفكار، الطموحات، المشكلات، نظرة الشخص عن نفسه، وكل ما يجوب في الخاطر
ولا ننسى أن فترة المراهقة هي فترة انتقالية مرحلية لن تستمر ستنتهي .. لنختار النهاية الى كل ما هو جميل مبدع ومتميز.